الضغط الاستعماري على المغرب
مقدمة:
تنافست الدول الاستعمارية الأوربية حول المغرب منذ القرن 19، وتزايدت هذه
الضغوط مع مطلع القرن 20 عقب فشل الإصلاحات الوطنية. فما هي أهم الضغوط التي تعرض
لها المغرب؟ وما هي أهم مراحل فرض الحماية الأجنبية على المغرب؟
І- تعرض المغرب لضغوطات عسكرية
فرنسية وإسبانية:
انهارت القوة العسكرية المغربية عقب الانهزام في معركة إيسلي في غشت 1844،
ففرضت فرنسا على المغرب معاهدة للا مغنية في مارس 1845 لرسم الحدود الشمالية بين
المغرب والجزائر، في حين بقيت الحدود الجنوبية دون ترسيم (باعتبارها صحراء فارغة)
لتسهيل توغل الاستعمار الفرنسي بالمغرب. وإثر الانهزام في معركة تطوان سنة 1860
فرضت إسبانيا على المغرب غرامة مالية عجز عن تسديدها (نص ص:22) مما سيؤدي إلى
احتكار إسبانيا مداخيل الموانئ وبالتالي انهيار مالية الدولة المغربية.
ІІ- أدت الضغوط الأجنبية إلى فشل
الإصلاحات الوطنية:
فرضت بريطانيا وإسبانيا وفرنسا على المغرب عدة اتفاقيات تجارية (جدول ص:22)
منحت للأوربيين امتيازات اقتصادية وقضائية وجبائية ستزيد من تدهور أوضاع المغرب
الاقتصادية والمالية والسياسية مما سيدفع بالسلطانين محمد بن عبد الرحمن والحسن
الأول إلى إنجاز عدة إصلاحات عسكرية بإرسال بعثات طلابية إلى أوربا، واستقدام
مدربين أجانب، وتحديث الجيش، وأخرى اقتصادية ومالية تتجلى في تطوير الإنتاج
الفلاحي وتحديث العملة، إضافة إلى تطوير التعليم وإصلاح الجهاز الإداري. لكن هذه
الإصلاحات فشلت بسبب الضغط الأجنبي وسوء التسيير الإداري ومعارضة العلماء وضعف
الإمكانيات المالية خصوصا بعد تزايد أعداد المحميين المغاربة.
ІІІ- خضع المغرب للاحتلال الأجنبي:
عقب وفاة الحسن الأول تولى شؤون الحكم أصغر أبنائه عبد العزيز، وانهارت سلطة
المخزن بعد ثورة الجيلالي بن إدريس الزرهوني الملقب بأبي حمارة منذ 1902، فمهدت
فرنسا لاحتلال المغرب بعقد عدة اتفاقيات سرية مع إيطاليا وبريطانيا وإسبانيا (جدول
ص:24) وأمام احتجاج ألمانيا عُقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 ليمنح لفرنسا
وإسبانيا حق تنظيم شرطة الموانئ وإحداث بنك مغربي، وبعد تخلي ألمانيا عن المنافسة
سنة 1911 عقب أزمة أكادير، عملت فرنسا على احتلال المغرب بعد توقيع معاهدة الحماية
في 30 مارس 1912 بين السلطان عبد الحفيظ والسفير الفرنسي رينيو.
خاتمة:
انتهت المنافسة الأجنبية بانفراد فرنسا وإسبانيا باحتلال المغرب منذ 1912
وعملا على استغلال ثرواته الطبيعية والبشرية مما سيؤدي إلى اندلاع المقاومة السلمية
والمسلحة.
0 التعليقات: